-->
مشروع مشروع
recent

آخر المواضيع

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

تعاونيات تنجح في تحدي المنافسة في مجال الصناعة التقليدية

تعاونيات تنجح في تحدي المنافسة في مجال الصناعة التقليدية


استطاع عدد من الصناع التقليديين الحفاظ على نجاح مشاريعهم و الاستقرار الاجتماعي،بالمساهمة في التنمية الاقتصادية المحلية للمنطقة بعد انخراطهم في النظام التعاوني، الذي حافظ  على العديد من الحرف من الانقراض، بفضل الإقبال المتزايد من طرف الزبناء على المنتجات التقليدية المحلية.
وأفاد العديد من الصناع أن انخراطهم في الأنظمة الحديثة للتعاونيات ساهم في انتعاش العديد من الحرف بما فيها الخياطة والحياكة والصياغة والنجارة وغيرها في الأنشطة ومكن من تحدي العديد من المشاكل التي تهدد بالحيلولة دون الاستمرارية والمقاومة أمام منتجات الصناعات العصرية في العديد من الأسواق.
كما ساهمت الدورات التكوينية الموجهة للمتعاونين خاصة في مجال التسيير والتدبير من النهوض بالعديد من المشاريع، التي تحدت منتجاتها الأسواق المغربية.
صياغة الحلي :
قرر 10 حرفيين الخروج من الفقر والتهميش والنهوض بحرفة ورثها رجال ونساء إقليم تزنيت، وأسسوا سنة 2012 تعاونية «إمي أوكني لصياغة الفضة».
وجاء قرار تأسيس تعاونية إمي أوكني لصياغة الفضة، خلال اجتماع حضره حوالي 50 حرفيا من منطقة أنزي اقترحوا تسييرها من طرف مجموعة من المهنيين . وتعد التعاونية بالنسبة لهم من الوسائل المهمة لإخراج سكان منطقة إمي أوكني التي تضم حوالي 10 دواوير، من العزلة والتهميش، خاصة أن أغلبهم يزاولون صناعة يدوية تقليدية تعود للزمن البعيد.
وقال أحد المهتمين بالصناعة الفضية في تزنيت، إن أغلبية القطع الفضية التي كانت تتداول قديما بين سكان أنزي، ضواحي تزنيت، من صنع النساء، مشيرا إلى أن الزوج والزوجة والأبناء، جميعهم ينكبون على صياغة حلي فضية ينقلها رب الأسرة إلى السوق الأسبوعي، الذي كان يقام كل يوم أحد، من أجل التسوق بثمنها.
في هذا الاتجاه أكد احد اعضاء تعاونية إمي أوكني لصياغة الفضة، أن تعليم حرفة الصياغة انتقل عبر الأجيال، مشيرا في حديثه أنه بدوره كان يجلس إلى جانب والده منذ صغره، فتعلم بالتدرج صناعة قطع فضية، وتمكن من إتقانها واتخاذها موردا أساسيا لكسب قوته اليومي، منذ حوالي 10 سنوات.
تتميز الصياغة الفضية في منطقة إمي أوكني بحفاظها على النقوش القديمة، والتصاميم التي تعكس العادات والتقاليد العريقة للأسر الأمازيغية السوسية، إذ تعد هذه الحلي أساسية في اللباس التقليدي النسوي،مشيرا إلى أن ارتداءها من طرف نساء المنطقة له دلالات خاصة ومناسبات مختلفة، إذ أن هناك حليا ترتديها المرأة الأمازيغية في الأيام العادية، فيما توجد بعض الحلي للزينة، تضعها النساء خلال الأعياد وأخرى في الأعراس، خاصة التاج الذي يجب أن تتوفر عليه كل فتاة من أجل ارتدائه يوم زفافها.
الخياطة :
أقدم عدد من بنات جماعة أورير بإقليم أكادير، على تأسيس تعاونية "الجوهرة للخياطة"، إيمانا منهن بأنها أقرب مجال لخلق مشاريع نسوية وهي وسيلة للخروج من العزلة ولتحسين الظروف المعيشية للمرأة المغربية.
واعتبرت أمينة تعاونية "الجوهرة للخياطة"، تأمين دخل قار للمرأة من الوسائل التي تساهم في النهوض بمنطقة أورير برمتها، إذ أن رفع المستوى المادي للأسر، التي تعيش الفقر والهشاشة عامل لتحسين المستوى الفكري، وبالتالي مساهمة كل فرد في دفع عجلة التنمية المحلية.
وقالت إن الخياطة أقدم مهنة احترفتها النساء خاصة أن مزاولتها ارتبط بالأشغال الموازية للأعمال المنزلية، التي كانت تمارسها ربات البيوت في أواسط القرن الماضي.
فقد وجدت في تعليم الخياطة، حسب قولها، أفضل وسيلة لمساعدة نفسها على تحقيق استقلال مادي وسط أسرتها، ومكنتها من تحرير مسؤولية والديها من مصاريف خاصة بها، إذ أنه أصبح بإمكانها اقتناء ما تحتاجه لنفسها، بل وأصبحت هي من تساعد أقاربها، بعدما تعلمت الخياطة إلى جانب بنات دوارها.
خلال تلقيها دروسا في التصميم والخياطة بمدرسة خاصة في مدينة أنزا قرب أكادير رفقة بنات منطقتها قررت هي و7 فتيات تأسيس تعاونية بهدف خلق مشاريع شخصية ثم مشاريع لفائدة نساء أورير.
وانخرطت في هذه التعاونية ربات بيوت من جماعة أورير إلى جانب فتيات وجدن في تعليم الخياطة وسيلة لكسب العيش، بعدما انقطع السبيل إليه في الدراسة، تقول فاطمة الشلح، التي أكدت، بالمناسبة أن فتيات من بعض الدواوير التابعة لجماعة أورير، غادرن مقاعد الدراسة لعدم وجود مؤسسات تعليمية قريبة من المنطقة، خاصة التعليم الإعدادي، وأن هذه الظاهرة اختفت بعد خلق مؤسسات التعليم الإعدادي والثانوي، فيما ظلت قائمة بالنسبة للتعليم العالي، بسبب بعد المسافة بين المنطقة ومدينة أكادير من جهة ولصعوبة التنقل من جهة أخرى.
تعمل هذه التعاونية التي ازدهر نشاطها بالجماعة القروية أورير على توفير دروس تكوينية في فن الخياطة والتصميم والديكور، إذ تمكنت أزيد من 100 امرأة من الحصول على شهادات تثبت قدراتهن على إنجاز منتوجات من صنعهن، وتؤكد كفاءتهن في مجال التصميم والخياطة،مشيرة إلى أن عددا من هؤلاء النسوة فتحن ورشات للخياطة وأصبح لهن زبائن تربطهن بسوق الشغل.
وتواجه منتجات التعاونية مشاكل التسويق، التي أكدت أن ضعف الطلب يعود بالأساس إلى قلة المواد الأولية، إذ أن غلاء أسعارها مقابل ضعف الدخل يحول دون توفير مخزون احتياطي من أجل عرضه في الأسواق. وتجلب التعاونية أغلبية موادها الأولية بالديون، الذي يثقل كاهل المتعاونات اللواتي ينتظرن الدعم في مجال توفيرها ولتوفير هامش أكبر من الربح يساهم في تحسين ظروفهن الاجتماعية.
واستفادت المنخرطات في تعاونية الجوهرة للخياطة من دورات تكوينية لتقوية قدراتهن على تسيير مشاريعهن، على أن التسيير والتدبير من المشاكل التي يجب أن تتحداها المقبلات على مشاريع خاصة. في هذا الإطار خضعت المتعاونات لدورة تكوينية في مجال التدبير والتسيير ومرة  أخرى في مجال المقاربة التشاركية .



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لموقع

مشروع

2018-2019