ارتبط التفكير الإبداعي بالفنون، فالفنان يبدع ويخلق الصور الجديدة على شكل رسمة أو قطعة موسيقية أو حتى قصيدة، لكن في السنوات الأخيرة اكتشف العلماء و الباحثين أن الإبداع أكثر تجذرًا في جوانب الإنسان أكثر مما كنا نظن من قبل.
فـ عند مواجهة الانسان أدنى مشكلة يبتدع الحلول من العدم ،حيث لم تكن شيئا مذكورا في السابق، فبدأً بابتداعه أكثر الآلات بدائية ليقوم بحرفة الزراعة والصيد إلى ابتداعه أكثر الآلات حداثةً كالمكيف لمقاومة حرارة الطقس، و الهاتف الخلوي لتقليص المسافات بينه و بين من يحب و الكثير الكثير التي لا يسع المقال لذكرها.
و في حين ارتبطت الفكرة الرائجة "الحاجة أم الأختراع" عادة بالعلوم - ربما لحيويته و اتصاله بما يستقيم به صحة الفرد- ولم ترتبط بقطاع الأعمال ،الذي كان في السابق أكثر تركيزًا على تبادل البضائع المتاحة في وقت كانت المجتمعات فيه أقل تعقيدًا ،لكن في مجتمعاتنا المعاصرة لم تعد الحاجة أم الاختراع بل قد يتجاوز الأمر أن تُبتكر الحاجة ذاتها لتخلق فُرصً مبتكرة، و بذلك أصبحت المجتمعات تعتمد بشكل كبير في نهضتها على أصحاب تلك الإبتكارات.
لذلك سمى ريتشارد فلوريدا، المنظر الأمريكي للدراسات الحضرية، في كتابة "صعود الطبقة الإبداعية" عصرنا عصر الإبداع، كما ذكر موقع التواصل الاجتماعي لينكد إن أن كلمة "مبدع" هي الكلمة الأكثر استخدامًا بين أعضائه عام ٢٠١١، و قد عرّف فلوريدا الطبقة الإبداعية "بأنها تتكون من العاملين في العلم، و الهندسة، و العمارة،والتصميم و الفنون، و الموسيقى، و الترفية الذين وظيفتهم الاقتصادية هي انتاج أفكار جديدة".
فرغم تعدد مجالاتهم ألا أن لهم وظيفة اقتصادية واحدة و هي خلق الأفكار الجديدة،فهم بذلك رواد أعمال تعددت تخصصاتهم، فوظيفة رائد الأعمال الأولى هو خلق فكرة لمنتج جديد يقدمه كخدمة للعملاء، و بذلك يكون رائدًا لمجال لم يخلق بعد في السوق، و هذا لا يكون إلا بالتفكير الإبداعي فيما حولنا.
فالتفكير الإبداعي في أبسط تعريفاته هو التفكير بالأشياء أو النظر إليها بطريقة تختلف عن ما اعتاده الناس، ليس فقط فيما يُلح كونه مشكلة تحتاج لحل ، بل حتى بالنظر للحلول المطروحة مسبقًا لجعلها أكثر تيسيرًا أو امتاعًا أو جذبًا، فلو نظرنا لمنتجات رواد الأعمال الأمريكيين في وادي السيلكون الذي يعّول عليه الاقتصاد الأمريكي الكثير لوجدنا أنها قائمة جلها على أفكار إبداعية ، فتطبيقات كتويتر و انستغرام و سناب شات هي منتجات لأفكار إبداعية استلهمت حاجة الجمهور و نفسيته لتقدم منتجات تخدمة بطرق مختلفة بحسب توجهه و اهتمامه.
فاليوم رائد الأعمال هو في المقام الأول مبدع بالضرورة، بحيث يخلق منتجه الذي يريد أن يخدم به العميل من اللاشيء بأشكال عدة بممارسة التفكير الإبداعي منها على سبيل المثال الربط بين قطاعات مختلفة قد تجمع بين التقليدي والحديث لينتج منتج ريادي، لم يسبقه به أحد يسد به حاجة ، أو يسهل بها مهمة، أو بكل بساطة يخلق تجربة أكثر امتاعًا للعميل الباحث عن الرفاهية، و ذلك من أجل أن يلبي حاجة السوق المتزايدة للإنتاج المستمر، لتبقى عجلة الاقتصاد في حركة دائمة بلا توقف من خلال خلق منتجات جديدة تخلق هي ذاتها فرص عمل متنوعة.
وأنتِ! هل لديك فكرة ريادة الأعمال و لا تعلمي من أين تبدأين؟ رياديات تجعل حلمك حقيقة، بتوفير كل ما يتعلق بريادة الأعمال، بخدمات يقدمها خبراء مختصين .